العبودية ؛مشروعية الدفاع،،،وخطأالمنهج
كانت العبودية ولاتزال القضية الشائكة ،والملف القابل للإشتعال فى أي لحظة يتم التعاطي فيها معه بتهور أو استعجال أوقفز على المحطات الطبيعية التي ينبغي أن تسلك فى مثل هذه الحالات.
العقلاء كلهم مجمعون على إدانة العبودية والبراءة منها بأي شكل من أشكالها ،خفية كانت أو ظاهرة للعيان ،وبماأن الأمر كذلك فلن نغوص فى البعد التاريخي للقضية ولا المواقف السابقة المتباينة زماكنيا ،وحسب الظروف السياسية التي تطرح فيها قضية العبودية ،فتارة يتم تناولها باعتبارها برنامجا سياسيا لجهة معينة وتختفى بإختفاء ذلك الطرح السياسي وأهله ،وما أكثر هذه الحالة فكل القضايا الشائكة والمهمة والتي ربما تتعلق بهوية الدولة وكيانها تكون عرضة للتغيير من أي سلطة تحكم ،وما اكثر سلطاتنا المتعاقبة على الحكم وكلما جاءت سلطة لعنت أختها.
أتفق تمام الإتفاق مع الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ،فلايمكن لأي شعب أن ينهض مادام فيه من يشعر بالنقص والحرمان،ولكن أين الحرمان الممارس ؟وهل هناك تمييز فى موريتانيا على مستوى العرق أو اللون أو اللسان؟
أعتبر أن الكل متساوون فى الحقوق الطبيعية ؛من تعليم وصحة وحق فى انتخاب ،وإن كان هناك من ظلم فنحن متساوون فيه وموزع بيينا بطريقة عادلة ،الكل يعلم أنك فى موريتانيا ومن أجل الحصول على أبسط شيء عليك أن تسستعمل جرعة من فيتامين"و" وساطة الكل فى ذلك أسنان مشط إلا من أخذ الجرعة ،نعم هناك ظلم ،لكننا متساوون فيه ،هناك فقر متساوون فيه، هناك جهل موزع بيننا كتوزيع ثرواتنا .
نصيحتي للذين يدافعون عن العبودية أن انزلوا من أبراجكم العاجية وخطابكم النخبوي ،واذهبوا إلى من تدافعون عنهم وحرروهم من الجهل ،فالأجدر للذين ينادون بحقوق الأرقاء ان يتوجهوا إلى من يدافعون عن حقوقهم ويحرروهم من عوائق النمو ويطالبوا بذلك وأن لايكون هدفهم الوحيد نك ء الجراح ونبش التاريخ من أجل إثارة الفتن لامن أجل القضاء على مخلفاته وتجاوزها،وفى هذا المجال سمعت فى السنوات الماضية بمبادرة قيمة تستحق الإشادة والتنويه ،ومن وجهة نظري تعتبر من أنجع صور الدفاع عن العبودية وهي أن الفقيهين: باب ولد معط ومحمد فاضل ولد محمد الأمين أنجزا فكرة سموها "مصحف ادباي"وهي أن يأخذا خمسة عشر فردا ويحفِّظا كل واحد جزءا من القرآن حتى إذا أتى شهر رمضان كانوا يمتلكون استقلالا ذاتيا عن غيرهم ويستطيعون الصلاة دون اللجوء إلى سواهم، فلماذا لايفعل هذا فى باقى المجالات الأخرى من تشييد للمدارس ومحو للأمية والطغط من أجل ذلك بدل البكاء على قضية لم تعد عائقا بقدر مخلفاتها وآثارها.
لناأن نقول إن قضية الدفاع عن العبودية مشروعة ومساندة من الجميع، لكنها بقيت هي الأخرى مستعبدة ومظلومةمن قبل الجميع ،من قبل الذين يدافعون ولا يميزون بين الدفاع عن قضايا مشروعة بآليات غير مشروعة وتسيء إلى القضية وتقلل من حجم المساندين لها،فأن يتهجم شخص على كل المجتمع ويرميهم فى قفص الإتهام" ،إقطاعيون ،برابرة" دون تمييز بين من يساند ومن لا، فهذا جرم فى حق هذه القضية أكثر من الدفاع عنها،ومن قبل السلطات المتعاقبة كذلك حيث أنها لم تستطع رفع القضية من مستوى التنظير والتشريع إلى مستوى التطبيق مماجعل الأمربين مفرِّط فى القضية ومفرط .
لنفرق فى الأخير بين قضية الدفاع عن العبودية كقضية نساندهاجميعا وندافع عنها،وبين أشخاص قد يكونون يدافعون بحسن نية وأخطأوا الطريق ،وقد يكون لهم هدف آخر برآء فيه حتي ينكشف الأمر،وإلى ذلك تبقى قضية الدفاع عن العبودية مشروعة ينقصها من يسلكون المنهج الصحيح.