اهلا بك في وجهة نظر

المتابعون

الجمعة، ديسمبر 09، 2011

أزمة في بحر الأزمات...

تاريخ الإضافة : 02.12.2011 11:20:26

أزمة في بحر الأزمات...


محمد الحسن ولد محمد أحمد
تعيش موريتانيا هذه الأيام درجة من الاحتقان لم يسبق لها مثيل، فلا تكاد تمر من أمام قصر الرئاسة إلا وجدت من يعتصم أمامه من شتى الشرائح..

فهناك المعوقون، وهناك حملة الشهادات والعاطلين عن العمل والمرحلين من مساكنهم لتبدل بأرض لا توجد فيها أي خدمات أساسية. الكل مر من أمام القصر الرئاسي... فالوجهة واحدة و المطالب والمظالم متعددة بتعداد المواطنين.. حتى تشكلت مجموعة من المواطنين تحت اسم " أصحاب المظالم".

هذا الواقع المرير يصلح لأن يكون لبنة أساسية لثورة طالما حلم الشباب بها ووقفت النخب السياسية أمامه بطرق مختلفة وتبريرات تختلف من تيار سياسي لآخر.

أعتقد أن على النخبة السياسية في موريتانيا أن تكون يقظة وتقف مع مطالب ومظالم الشعوب المتعددة، وإلا فإن الانتخابات القادمة ستحمل لهم هزيمة نكراء... وحينها يتكلمون عن بطاقة ذكية... فعليهم بتدارك الوضع قبل أن يتهمهم المواطنون عكس اتهامهم للبطاقة.

في ظل الوضع المتأزم في موريتانيا تم تدشين عدة مشاريع في عيد الاستقلال الماضي وهي في أغلبها إن لم تكن كلها بقيت تراوح مكانها لحد الساعة بعد مرور سنة حسب تحقيق أجراه موقع الأخبار بمناسبة عيد الاستقلال.

وكنموذج على ذلك نأخذ مشروع تزويد مقاطعة مقطع لحجار بالمياه الصالحة للشرب، فبعد سنوات عاشتها مدينة مقطع لحجار في عطش وتلوث للمياه إن وجد، تفاجأ أهلها بخبر توقيف المشروع الذي كان من المفترض أن يزودهم بالماء، الخبر بالنسبة لي لم يكن مفاجئا لمعرفتي أننا في "زمن الإلغاآت" كما عبر عن ذلك أحد الكتاب.

لكن المفاجئ لي في الأمر أن ساكنة المقاطعة تفاجئوا!
كلما جاءت حكومة علق عليها أهل المدينة الآمال في تزويدهم بالماء الصالح للشرب، لكن ذلك الأمل كان يتحول في كل مرة إلى سراب من سرابات الوعود التي حسبوها ماء لعطشهم..

غريب أمرك يا وطني.. يثور الناس من أجل الحريات.. فلا تثور أنت من أجل الضروريات!

يثورون لأن عربة دهست و صفع صاحبها... فلا تثور حينما تحرم من الماء! يثورون لوضعهم فلا نراك تثور ثائرتك إلا حينما يكون الأمر لا يتعلق بك... نعم "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" لكن من لم يهتم بأمور نفسه ما حكمه؟ !

تثور الأحزاب... إن قلصت صلاحياتها فتكون أنت المواطن المسكين وقود تلك الثورة ولا تتعظ بها لترجع إلى رشدك وتعرف أن الأحزاب عندنا تهتم بمصالحها أكثر من اهتمامها بالمواطنين وإن تظاهرت بالدفاع عنهم جاء الدفاع في درج القول... وإن فاوضت كانت هموم المواطنين في مجالس المفاوضات كواو عمرو.

يثورون... وأنت لا تجد ما تشرب على الأقل لتستمر معهم في ثورتهم المتواصلة والتي لن تتوقف ما دمت أنت موجودا ولا محل لك من الإعراب بل لا تستطيع الإعراب "التغيير".

يثورون... أي نخبة هذه وأي أحزاب تلك التي تدعي أنها تمتلك شعبية... عن أي شعبية تتحدثون... من منكم زار " آدواب" و"الفركان" لا بل حتى من منكم زار المدن الداخلية في غير مناسبة انتخابية والزيارة حينها له ولمنصبه الذي لن يتذكر فيه الضعفاء إلا حينما يقترب الموسم الانتخابي...

والله لا يمتلك الشخص نفسه ولا حق الاختيار في مفرداته حينما يتكلم عن وطنه أو بالأحرى عن مقاطعته وهي تعيش وضعية كارثية لا تستطيع القواميس وصفها.

مقطع لحجار... كلمة صارت ترتبط في الآونة الأخيرة بالعطش وندرة الماء بل وتلوثه إن وجد منه ما يبل الريق.

لم يثر أهل مكطع لحجار فعرباتهم ما زالت مكانها... نعم عرباتهم... فالعربات التي تُحدث وتُوقد الثورة عندنا غير التي عند الآخرين فهي تعني بالمقام الأول أن هناك من يتحكم ويستطيع إيقاف العربات "تطلعات المواطنين" كي لا تتحرك...

لا أدعوكِ مقاطعتي العزيزة للثورة... فوقتها لم يحن بعد لأن حرية التعبير مكفولة للجميع والأحزاب عندنا بعدد رؤوس الأبقار!.

لا تثوري... بل ابتدعي نوعا جديدا من الثورة، أليس الصمت المطبق والصبر الطويل والتحمل الشاق... أليس ثورة من نوع آخر...؟

عزائي فيك مقاطعتي العزيزة أنك لست العطشى وحدك فالوطن كله في نفس حالتك إن لم تكن الحالة أدهى وأمر في بعض مدنه.

أبناؤك لم يجدوا متنفسا إلا على صفحات "الفيس بوك" و"المدونات" فنفثوا فيها كلما يختلج داخل صدورهم من تذمر على الوضع الكارثي الذي يهدد أهلهم، عساهم بذاك الدور أن يحركوا القضية أو على الأقل ينتزعوها من السياسيين بوصفها تتعلق بحياة بشر لا مجال للمزايدة فيها، فمشكلة المياه ظلت وجبة سياسية دسمة يتناولها كل المترشحين، ويعِدُ كل من جانبه بحلها وأنها لا تحتاج سوى القليل من التذكير، فالتمويل جاهز لكن المتابعة الإدارية هي المتبقية، وحينما ينتهي الموسم السياسي يتيه الكل في تلك المتابعة المزعومة...

تلك مآسي مقاطعة تعبر عن وطن ضرب أروع أنواع الثورات في الصمت من قبل مسؤوليه وإن تحركوا جُعل الأمر في قالب سياسي للاستهلاك فقط... تلك ثورتنا فليرنا الآخرون ثوراتهم...؟

كثيرا ما تردد في الآونة الأخيرة سؤال مفاده هل بالإمكان أن تحدث ثورة فى موريتانيا كما في تونس ومصر؟

وأعتقد أن وضع مقاطعتنا، وغيرها من مقاطعات الوطن المنكوب كفيل بالإجابة عن السؤال فمن لم يثر من أجل الماء والكهرباء والخدمات الضرورية فثورته لسبب آخر تثير الاستغراب...؟.

إلا أن يكون السؤال المطروح: هل يمكن لمسؤولينا أن يصنعوا الثروات... وقد فعلوا...

أعتقد أن المعارضة معنية اليوم بتحمل مسؤولياتها اتجاه ما يحدث، فوطننا مليء بأسباب الثورات منذ زمن بعيد، ما ينقصه هو أن تكون هناك طبقة سياسية تستطيع أن تسير مع رغبات المواطنين من أجل انتزاع حقوقهم بطريقة سلمية وتطلعاتهم المشروعة في بناء وطن ينعم فيه الجميع بالخدمات الضرورية دون منة من زيد أو عمرو.

وما دامت الأحزاب السياسية تتفرج على المشهد من الخارج وكأنهم في عالم آخر، غير الذي يوجد فيه المواطنون، ما دامت كذلك أعتقد أن على الموطنين أن يقوموا بثورة على كل شيء بدء بالأحزاب وانتهاء بالأنظمة القمعية الارتجالية "الإلغائية" التي لا تحترم شعبها

الثلاثاء، أكتوبر 25، 2011

صراع الأجيال في مؤسسات التعليم العالي

قبل أزيد من ثلاثين سنة كتب الكاتب المصري توفيق الحكيم عن "صراع الأجيال" واعتبر أن كل جيل متقدم على الآخر يعتبر أن الجيل الخلف ناقص في كل شيء، في تمسكه بالتقاليد في زيه في نظرته للأشياء من حوله......

يبدو أن أغلب المسؤولين الموريتانيين قرأوا هذه القصة بتمعن، والحمد لله فلأول مرة في هذه الأرض السائبة نسمع عن من يقرأ ويطبق وإن بشكل ساذج وفهم سقيم.

يجتهد كثير من أبناء موريتانيا ويتحملون المخاطر في سبيل البحث عن المعرفة والاستزادة منها، وفي أغلب الأحياء تكون التكاليف على الفرد وليست على الدولة، ثم يفاجأ العائد من رحلة العلم والمعرفة بواقع مر ودولة لاتحترم قراراتها التي تتخذ في كل جلسة من باب أحرى أن تحترم أبناءها.

في هذه الأرض السائبة يصبح كل شي ممكنا، ويمسي مستحيلا.....تستطيع أن تنتقل من بواب إلى مدير، ومن لاشيء إلى وزير ومن مخرب معروف بالنهب إلى محارب للفساد في هذا الوطن ليس المستحيل مستحيلا ولا الممكن ممكنا.

في هذا الوطن كل إدارة وكل مؤسسة تتخذ القرارات فيها بشكل فردي تطغي عليه الذاتية والأنانية ومزاج من يتخذ القرار.

في هذه الأرض السائبة....كل شيء سائب..

يعتصر قلبك ألما أن تري مسؤولا يتحدث في وسيلة إعلام ليقنع المواطنين البسطاء بأنه يريد ويريد ويريد، وهو لايريد إلا أن يتحكم في مايتبع له بشكل ساذج .

لك أن تتصورأن مؤسسات مثل جامعة نواكشوط وجامعة العلوم الإسلامية( المعهد العالي سابقا) لايمكن لشخص أن يلجها والسبب بسيط ، هو أنك لا تحمل شهادة مثل شهادة الشخص المعني باستقبال الملفات.

الكل يعرف أن هناك "لوبيا" يتحكم في هذه المؤسسات وأن هذا اللوبي قرأ قصة توفيق الحكيم بشكل ساذج، فبدل أن يستقبلك أستاذك الذي كان يدرس بحفاوة لأنك استطعت أن تصل هذه المرحلة، فإذا به، وطبعا الأمر لايعم الجميع فهناك الخيرون لكن مبعدون عن القرار، يتلقاك بوجه تقرأ من قسماته أن لا مرحبا بك هنا.

تطير بك الأحلام وتستغرق في مشروع من الطموحات أثناء صراعك من أجل إكمال تعليمك بجهودك الذاتية ، وتعود إلى وطنك لتستفيد وتفيد، فإذا بالأمر على غير مايبدو لك.

صراع الأجيال هذا الذي تحدثنا عنه في بداية المقال يمارس في مؤسسات التعليم العالي بشكل قذر ويوحي بعدم مسؤولية القائمين.

تصوروا أن لجنة يتعلق بها مصير آلاف الأشخاص ويتعلل أهل الجامعة بعدم معادلتها للشهادة تصوروا أنها لم تجتمع منذ عشر سنوات.

معاناة حملة شهادة الماستر وصراعهم من أجل البقاء مشوار أشد عناء من التحصيل العلمي فهي رحلة أقل ما يقال فيها إنها صراع بين أجيال، بعضها تحكم وأصبح بيده القرار ويريد للآخرين أن يبقوا حيث كانوا.

الاثنين، مارس 21، 2011

الثورة الليبية، ..والمسار الآخر...

الثورة الليبية، ..والمسار الآخر...
تعبُر الثورة الليبية لحظات حاسمة في مسارها الممتد في شهره الثاني...طارحة في المشهد العربي الكثير من الأسئلة حول إمكانية نجاح أوفشل الثورات العربية القادمة، فثورة ليبيا كانت مخالفة لكل الثورات التي سبقتها حيث إنها لم تتدرج بالشكل الطبيعي الذي يسمح للقائمين أو الموجهين للثورة عن بعد أن يتحكموا في محطاتها التي لم تكن اعتيادية، والسبب في أن الثورة الليبية كانت بدعا من الثورات لا يكمن في الشعب الليبي، بل ضرب الشعب الليبي أبهى أنواع الصبر والصمود أمام طاغية جعل شعاره لأول وهلة "أنا أو الطوفان" شعار لم يمنح الحرية للشعب الليبي في أن تسير ثورته سلمية على غرار ماوقع في مصر وتونس.
"المعقَّد الليبي" كما أنه غريب في شكله وزيه وكلامه وتحليله وجلوسه وحراسه وأتباعه....، كان غريبا كذلك في تعامله مع شعبه حيث أكد للعالم غباوته وأنه "المُعَمَّرُ" في القمع والقتل والتنكيل ومن شبَّ على شيء شاب عليه.
من بن غازي إلى زناته إلى مسراته إلى طرابلس لم يتدرج "المعقَّد" في قمعه للثوار، حيث أن تعامله مع شعبه أعيى كل المحللين السياسيين، وأصبح ــ كما كان ــ بحاجة لمحلل نفسي أكثر من حاجته لمحلل سياسي.
جرم القذافي وتقتيله لشعبه أعانه عليه قوم آخرون" يعيشون في منكب برزخي" كانوا أكثر حرصا على القائد المعقّد ممن يقودهم أصلا ولم يكونوا يرضون عن قيادته، وهو غير المؤهل أصلا وبلا رخصة.
الشيء الغريب في الثورة الليبية هو دخول القوى الأجنبية لحسمها، وطبعا الحسم هنا لا أجزم أنه سيكون لصالح الثوار فمن لا يباشر الفعل لا يتحكم في النتائج، فهل كان العرب على حق حينما استنجدوا بغيرهم ليقضى على "معقَّدهم"، أم هو خوف زائد من أن يسيطر "المعمَّر" على المشهد من جديد ويبدأ في الانتقام وتصفية الحساب مع من أبدوا تأييدهم للثورة لأول وهلة؟
أعتقد أن التدخل الأجنبي في ليبيا ــ وإن تم طلبه بإلحاح من الثوارــ سيجعل القذافي في موقع دفاع عن حوزته الترابية ويمنحه شرف المقاومة، لا قدر الله. ربما يكون بغضنا للقذافي والقذافيين، وإجرامهم الزائد أعمانا وأفقد الجميع صوابه حتى تمنوا زواله بأي ثمن.
لكن ــ والحق يقال ــ "ولا يجمرنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".
ألا يعلم العالم العربي والإسلامي أنه يمنح القذافي وأزلامه فرصة ليظهر أنه بطل مقاوم للغرب شاؤوا أم أبوا، قتل القذافي شعبه، رمَّل نساءه، ويتَّم أطفاله، دمَّر بلده، أحرق اليابس و"الأخضر" بعد أن كان شعارَه، فهل كان الحل سليما للتخلص منه؟
ثم لنفترض كما هو الواقع أن ليبيا الآن أصحبت تشهد فتنة وتقاتلا بين طائفتين من المسلمين ألا يقول جل وعلا: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفىء إلى أمر الله)
فيئة القذافي ورجوعه إلى الحق أمر صعب وثمنه غال ولا بد فيه من كثير تحمل، ولكن الأمرُ أدهى وأمرُّ حينما نستعين على حاكم عربي بدول أجنبية لا ترقب فينا إلا ولاذمة، ولاتقيم وزنا لنا، من باب أحرى أن تضحي بعدتها وعتادها من أجل حريتنا..؟ !
لا يساور أحدا أدنى شك في أن الغرب لم تحركه أنهار الدماء التي سالت في ليبيا، بل تحرك حبا وطمعا في ثروات بلد يصنف من البلدان النفطية، تراجعت أمريكا عن القيادة ولو علنيا، وسلمتها لفرنسا في تبادل واضح للأدوار حفاظا على مطامعهم، وواهم ألف واهم من يظن أن تحركهم دفاع عن الثوار الليبيين، فهل الدم الليبي أغلى من الدم المصري والتونسي حينما اكتفت القوى الغربية إزاءهما بمواقف تعبر عن نفاقها، فأمسكت العصى من الوسط.
فقد البعض توازنه؛ لينتقل من مؤيد لتحرير الشعوب وتأييدها في العيش بكرامة، والتنفس من عبير حرية افتقدته طوال عشرات السنين، إلى مستنجد بالأعداء الحقيقين ليتخلص من معتوه لا يعقل ولا يسمع إلا صوت الحرب.
أجدني مضطرا لإنكار واستنكار التدخل الأجنبي بأي ذريعة ولأي هدف كان، فالغاية لا تبرر الوسيلة من وجهة نظرنا كمسلمين نسعى إلى القيم أكثر من سعينا إلى التعامل مع الواقع كما هو حتى لا نكون "واقعيين".
أعتقد أن الموقف العربي في مجمله لم يكن في المستوى، والأيام المقبلة ستبرهن على خطإ الخيار الذي اختاروه، أو على الأصح الاضطرار الذي أوقعهم فيه"المعقّد"، موقف سيؤثر بلاشك على الشعوب التواقة للحرية، ويجعلها أمام خيار صعب إما طاغية أهلك الحرث والنسل، أو تدخل غربي سيحافظ على مصالحه ويسعى إلى استرداد ما أنفقه في الحرب أكثر من سعيه لحرية الشعوب.
دخول الأجنبي في ليبيا يمنح القذافي وأتباعه فرصة التمظهر بمقاومة الغرب، وهم على العكس من ذلك، لم يشتهروا إلا بمقاومة الحريات وكبتها والاعتداء على الخيرين في كل بلد بكل ما أوتوا من قوة، وليست وشاية أذناب القذافي في موريتانيا بالصحفي المتميز أحمد فال ولد الدين إلا تعبيرا عن تاريخهم السيئ الضارب في العداء لكل من وقف مدافعا عن الحق، لكن رغم أنوفهم سيذهب القذافي بتضحيات الشعب الليبي وصموده وكل الأحرار من هذه الأمة.
نرجوا الله سبحانه وتعالى أن يفك أسر أحمد فال ولد الدين وأن يرده لأهله معافى في بدنه وعقله وأن يُشغل كل من أراد إسكات الحق بنفسه.

الثلاثاء، مارس 01، 2011

قراءة في"مبادرة حزب تواصل"

تشهد الساحة السياسية في موريتانيا هذه الأيام الكثير من المستجدات والمواقف التي تطرأ بين الفينة والأخرى من كل الفصائل السياسية،معبرة بذلك عن حالة تشهدها البلاد ويختلف الكل حول سبيل الخروج وإن لم يختلفوا في أصل وجود أزمات تفاوتت حدتها أو على الأصح تفاوت أسلوب التعامل معها من طيف سياسي لآخر،فهل نحن أمام تحول في المشهد السياسي ،أم أن الأمر يتعلق بفترة تريث وانتظار من أجل إحداث تغيير يطالب به الكل وأيس منه؟وهل الأمر في أصله لايعدو أن يكون تعبيرا عن حالة مزاجية يشهدها هذا الحزب أوذاك وتنعكس على تحليله وتفاعله مع الأحداث ؟
لكي نقدم تصورا واضحا للإجابة على الأسئلة السالفة من اللازم أخذ المعطى والظرف الحالي الذي يعيشه البلد على كل الأصعدة، فالنظام يدخل عامه الثاني حاملا معه الكثير من الوعود التي يحلم الكل بأن تتحقق أوعلى الأقل الجزء الأكبر منها،وهومالم يحدث لحد الساعة حسب المراقبين على تفاوت درجاتهم في القرب من النظام والبعد منه.
المحطة الأولى: السجال البرلماني
شكلت الدورات البرلمانية الفارطة ساحة للسجال السياسي يعبر تعبيرا دقيقا عن الأوضاع التي يعيشها البلد،وتفاوت عطاء النواب داخل القبة من معارض حد الكراهية للنظام ومطالب بتهدئة الأوضاع وإعطاء مهملة زمنية لتتطور الأوضاع نحو الأفضل أو لتتجاوز السيئ على الأقل ،معبرة بذلك عن أصوات ظلت تطالب بنقل الإصلاح من مستوى الخطاب والاستهلاك إلى مستوى الفعل والتجسيد على أرض الواقع،واستجوب النواب في سبيل ذلك عددا من الوزراء كان استجوابا على المستوى وكان يعبر عن الحس الوطني ومستوى التفاعل مع الشعب وتحمل المسؤولية في النيابة عنه، واستطاع نواب المعارضة في جلسات البرلمان إقناع الرأي العام باشتشراء الفساد والزبونية في بعض المرافق العمومية،وتم تعاطي بعض نواب الأغلبية بنوع من التجاهل في بعض الأحيان ومحاولة تفسيره وجعله في إطار سياسي في أحايين أخرى،قبل أن يعترف بعضهم بوجود فساد في بعض الوزارات،ويقوم الرئيس بتغيير وزاري كنوع من إبداء احترام الآراء المناوئة له إن لم نقل اعتراف بالفساد وعجز عن السيطرة عليه.
الحركة الشبابية......
تأتي الاحتجاجات الأخيرة التي دعت لها مجموعات شبابية عبر صفحات التواصل الاجتماعي كتعبير عن الامتعاض والتذمر الذي يعيشه الشباب، وفشل النظام في إيجاد حلول واضحة وصريحة للعاطلين عن العمل وفي مقدمتهم أصحاب الشهادات الذين تبدد أملهم وتلاشى ككل الآمال التي كان البعض يعلقها على "رئيس الفقراء" متسائلا في الوقت نفسه عن الهدف وراء تعطيل الطاقات الشبابية وعدم استثمارهم كعنصر بشري قادر على النهوض ببلده، والمفاجأة الذي كان ضربة لحملة الشهادات هي تهميش حملة "الماستر" في الاكتتاب الذي أعلنت عنه الجامعة واعتبروه نوعا من سيطرة مجموعة من الأساتذة على مركز صنع القرار فيها، وطالبوا في الوقت نفسه بمعادلة شهادتهم وهو المطلب الذي تم الالتفاف عليه من خلال إرسالهم إلى رؤساء الأقسام للتدريس ومازالوا لحد الساعة ينتظرون أن يتنازل بعض الأساتذة عن حصص ليدرسوا مكانهم، وليس طردهم من رئاسة الجامعة إلامحطة في مسيرة العناء التي يتعرض لها الشباب عموما وحاملي الشهادات على وجه الخصوص.
لكن المطالب التي رفعها الشباب في اعتصامهم أو وقفتهم التي دعوا لها يوم الجمعة الماضي ترتفع عن سقف المطالبة بايجاد فرص عمل للشباب، لتعبر بذلك ولو بشكل غير صريح عن إفلاس النظام ووقوفه لحد الساعة عاجزا عن التقدم بحل ولو جزئي للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد.
تواصل والتموقع الجديد
" تواصل" وهو الحزب المعول عليه بشكل كبير في الساحة السياسية كأحد أكبر الأحزاب وأكثرهم قدرة على التأثير في المشهد، وهو الشيئ الذي افتقدت له الجهات المناوئة للنظام بشكل صريح متهمة إياه بالقرب من النظام، للضغط عليه في اتخاذ موقف صريح.
لكن "تواصل" الموصوف "بالمعارضة الناصحة" كانت انتقادات نوابه للحكومة في البرلمان وخارجه تخرج في بعض الأحيان عن النصح إلى "النطح "و ظل دائما في صف المعارضة بل وابتكر نوعا من المعارضة في مشهد سياسي إما أن يصنفك عدوا أو يصنفك صديقا.
أعتقد أن موقف "تواصل" السابق وبقائه في صف المعارضة الناصحة مقبول لحد ما،ومحاولة لترك المهلة والزمن الكافي لاختبار النظام ووضعه على المحك ليتسنى الموقف منه والتناطح معه إذا لم يستجب لطموحات الشعب والشعارات التي رفعها رئيسه،ويعتبر البعض أن الورقة التي قدمها الحزب كانت بمثابة الإعلان غير الصريح عن الخروج من دائرة النصح إلى "النطح"،وقد يتم تفسير الموقف"أو الورقة" حسب المراقبين على:
1-أن حزب "تواصل" يعتبر حزبا أغلب فاعليه من الشباب ويمهد نفسه أن يدعم الاحتجاجات الشبابية المزموع القيام بها بشكل صريح، وهو الحزب الذي ظل أغلب المراقبين يلاحظ على الشباب الفاعلين فيه عدم الحضور المكثف في الدعوات ضد النظام لئلا يشكل ذلك تناقضا أو عدم انسجام داخل الحزب .
2- أن الحزب كان يسعى لإيجاد ارضية ملائمة للحوار دون اللجوء للتصعيد وتريث لذلك وقتا طويلا،قبل ان يفاجأ بعدم استعداد النظام للحوار بشكل عملي بعيدا عن الدعوات الفارغة في وسائل الإعلام والتي كان الهدف منها حسب المعارضة هو ذر الرماد في العيون
3- المتمعن في ورقة تواصل لايجد فيها الكثير من المطالب الجديدة على الحزب بشكل خاص ولا على كل الأحزاب في المعارضة بشكل عام، لكن الجديد أن الوثيقة تحمل الكثير من الإشارات للنظام ،ومنها أن الوقت لم يعد مواتيا للتراخي في تحقيق المطالب الملحة والشروع فعلا في تنفيذها.
4-يعبِّر تواصل برؤيته في" الورقة الجديدة" عن انفراط حالة الهدنة بينه وبين النظام،فكأن الورقة تقول:إما الدخول بشكل فعلي في الحوار والبدء في إصلاحات شاملة أوالرجوع للمعارضة "الناطحة" وتقويتها على حساب النظام.
ويعتبر المراقبون موقف "تواصل" اليوم حدثا مهما في المشهد السياسي نظرا لمكانة الحزب وفاعليته وقدرته على خلق حالة من الإرباك للنظام –إن أراد-وهوما سيسعى النظام إلى محاولة امتصاصه والإعلان عن الدخول في حوار جاد،أو الاستعداد لفتح جبهة جديدة كانت معارضة_حسب تصريحات رئيس الحزب في كل مناسبة-لكنها بورقتها هذه تنتقل من صف المعارضة" الناصحة" إلى تلك التي لم تكن أكثر "نطحا" للنظام منها في كل الأوقات السابقة.

الخميس، فبراير 24، 2011

رد على مقال"شاهد عيان من ليبيا"

رد على مقال"شاهد عيان من ليبيا"
مازال أذناب القذافي وزلمته يطالعوننا في كل لحظة بكتابة تافهة هنا وهناك،تعبر عن مستوى الفحش والاستهتار الذي وصل إليه هؤلاء............وقائدهم السفاك، كنت اتوقع في الأيام الماضية أن يتبرأ كل حر موريتاني من السفاك الليبي الذي أقسم على أن لايسلم ليبيا إلا رمادا ويبدو أنه جاد فيما يقول على عكس طبعه أصلا حيث عُرف بالهزلية والتهريج ...........
لم أستطع أبدا أن أفهم هؤلاء وما يريدون منا ومن العالم..........الكل في هذه اللحظات يرمونه بالكذب والتحريض، والسبب بسيط فكل من تناول خبر المجزرة التي يقوم بها القائد.......فهو عميل للغرب،ومتآمر على ثورة الفاتح عفوا"السفاح"
الدكتو اسحاق محمد الكنتي _رغم أنني لا أعرفه إلا أن ما كتبه بمثابة تأييد لما يحدث في ليبيا_ حيث كتب مقالا واختار له،أو أجبر على أن يعنونه ب"شاهد عيان من ليبيا" وهو ليس كذلك بل شاهد دماء من ليبيا ،الدكتور يتكلم عن ظروف من قرأها يظن أن الشعب الليبي في نعيم مقيم.....فيتحدث عن رجوعه من الجامعة في هذا اليوم والأمطار تهطل حسب قوله........لكن أمطار أتباع القذافي غير الأمطار التي يعرفها البشر أو تعود عليها حيث الرحمة تتنزل ،أمطارهم وابل من الرصاص يُصب على رؤوس الأبرياء فتسيل أنهار الدم في الشوارع ويتحدث الليبيون عبر كل القنوات لرفع الظلم عنهم،ثم يطالعك دكتور من ليبيا ويقول (بينما أنا عائد من الجامعة، والمطر ينزل مدرارا،...... والناس تهرع إلى شؤونها!، )
الطائرات تقصف المدنيين ولم يشاهدها الدكتور وهذا هو مطر القائد المعمر في الفساد ونهب ثروات شعبه ،بل أكثر من ذلك في قمعه لليبين أكثر من أربعة عقود من الزمن وهو مازال يفكر بنفس الغباء الذي ظل يحكم ويريد اليوم أن يضع بصمة من الدم على تاريخه الأسود بعد أن أشعل الليبيون كتابه الأخضر.
يادكتو: نصيحتي لك مع كامل الاحترام والتقدير أن اتق الله أنت ومن تدافعون عن هذا الرجل الخرف الذي أقسم علانية أنه لن يترك هذا الشعب قبل أن يحرقه ثم تخرجون أنتم لتدافعوا عن شخص يقول هذا بل وفعله ومازال مصرا على حرق البشر والشجر والحجر كما عبر أحد كتابكم وتعبرون أنتم عن "الهناء والراحة التي يعيشها الشعب الليبي في هذه اللحظات............ !؟
نصيحتي لكم ياكتاب القذافي ويا برلمانيي القذافي ويا أحزاب القذافي.........: أن تدركوا أن تصريحاتكم وكتاباتكم تسجل في هذه اللحظات الصعبة وأن التاريخ سيحاسبكم إن لم يترفع عن محاسبتكم.
ولتعلموا أنكم بكتاباتكم وتأييدكم على قتل المسلمين تعرضون أنفسكم للخطر:(فمن أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله)أوكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم،وهذا هو سبب هجومكم على الشيخين الجليلين القرضاوي والدوو،لأنهما أفتيا بما علمهما الله ولم يكتما ويبيحا هذه المجزرة ،ولم يفتوا بذلك وحدهما بل أفتي الدكتور العلامة الصادق الغرياني من ليبيا،وهو شاهد عيان مع اختلاف في الرؤية بينه والدكتور اسحاق الذي لم يشاهد إلا المطر،الغرياني قال بوجوب الخروج في كل شوارع ليبيا لإجبار هذا السفاك على الرحيل
ثم تقول يادكتور "إن الناس يجهلون حقيقة مايحدث هنا..........." الناس لايجهلون والليبيون كلهم يتحدثون عبر وسائل الإعلام عن المجزرة التي يتعرضون لها.....إلا أنتم وحدكم لاأعرف مالذي أصابكم أهو معرفةٌ بمايحدث هناك وتآمر على قتل الأبرياء عن وعي...أم أنه جهل يادكتور؟
أما عدم كتابتك عن ثورة الفاتح عفوا"السفاك"لاسلبا ولا إيجابا.....فالأمر واضح سفاككم يحتاج هذه اللحظات من يكتب عن أمطاره ويكون شاهد عيان.
أعو فأقول إنني لست من الذين يكتبون الردود على الكتابات أصلا لأن قلمي لايطاوعني بهجو ولاذم:
لساني لايطاوعني بهجو ومدحي لا أريد به جزاء
غير أنني نذرت نفسي لله وأن أكون بالمرصاد في اللحظات الحرجة لكل من يكتب ممجدا هذا السفاح متآمرا على شعب يُذبح دفاعا عن ثورته المباركة و التي ستتقذف القذافي وكل من معه في مزبلة التاريخ....



ماذب قناة الجزيرة غير أنها تبث مايأتيها من أخبار على قلتها ،وأنا على يقين لو أن وسائل الإعلامسمح لها بالدخول وتغطية الحدث الماساوي لكانت أكثر تعبيرا عن دموية قائدكم........الذي يقتل شعبه ثم قذف بكم انت للواجهة لتدافعوا عنه
وماذنب الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الحسن ولد الددو......؟ألإنهم تكلموا بمايعرفون من علم وأبوا أن يكتوا تبين حرمة قتل المسلم

الاثنين، فبراير 21، 2011

احتراق "سيد محمد ولد ابه" وقائده......وبقاء العالم

محمد الحسن ولد محمد أحمد
احتراق "سيد محمد ولد ابه" وقائده......وبقاء العالم
من المؤسف حقيقة،بل ومن منكر القول وزور" البيع"،أن تطالعك كتابات هنا وهناك لاتدري هل هي حقيقة صادرة عن شخص في وعيه أم أنه فاقد الوعي.............. !؟أحزاب سياسية وأقلام تكتب في موقع هنا وصحيفة هناك لتدافع عن نظام تبرأ منه أهله وفسخوا بيعته جهارا نهارا وكلفهم ذلك الكثير من الدماء ومازالوا يدفعونها حتي الساعة.
خرجت بعض الأحزاب في خطوة فاضحة لمجتمع عرُف بشهامته وأنفته وتعففه،،،،،خرجوا وفاء للبيعة التي يعرفون أنهم لن يقبضوا ثمنها إلا إذا باعوا ضمائرهم وكرامتهم وخرجوا على أعراف مجتمعهم في هذه اللحظات الحرجة التي يتناقص فيها أهل البيعة الأصليين ويتهافت عليها من هم في غني عنها أصلا ولاتعنيهم.
غريب أمر تلك الأحزاب والأغرب هم أولئك الذين يسيرون وراءها ويلهثون دفاعا عنها........لكن والحمد لله أنك إذا سألت أي مواطن عن اسم واحد من تلك الأحزاب لايكاد يتذكره إلا إذا بادرت بتنبيهه "أحزاب البيعة"حينها سيجيبك نعم: البيعة تحت الخيمة وليست تلك التي تحت الشجرة.
هكذا يوصل الغباء السياسي والاستهتار بالقيم والأعراف شخصيات من المفترض أن تكون وازنة في المجتمع أن تقف وتبايع أغبى نظام في العالم...........لكن الأدهى من ذلك والأمر أنه بدلا من أن تدين قتل مئات الأبرياء في أقل من أسبوع إذا هي تطالعك ببيانات تنديد للمحاولة اليائسة للنيل من القائد العظيم وانجازاته....... !
أين تلك الانجازات التي لم يشاهدها أهلها الحقيقيون في بلد ثرواته كثيرة وشعبه لايتجاوز التسعة ملايين ومع ذلك يصنف ذيل الدول الإفريقية من حيث التقدم على كل المستويات......بفعل قائده العظيم ؟
وأين هي المنجزات التي خرجتم دفاعا عنها ولم يشاهدها أهلها الذين كفروا بها وخرجوا علانية وانسلخوا من البيعة ؟ إلا إذا كنتم أعمتكم البيعة العمياء وتحاولون بكل جهد الحصول على ثمنها ،وحينها نجد لكم مخرجا في مثلنا الشعبي"عين الشاري حمرة"
آخر الأخبار أن يطالعك مقال على موقع مجهول يحمل عنوان"ليحترق العالم ويبقى القذافي" لكاتبه" سيد محمد ولد ابه"نعم هذا المقال يعبر عن فهم صاحبه وعن المستوى الذي وصل إليه من اللهث وراء من تبرأ منه أهله وشعبه وتمسك به ولد ابه، الذي وصف الشعب الثائر من أجل حقوقه ب"الكلاب الضالة وقطاع الطرق" لكن الكلاب الضالة هي تلك التي ضلت الطريق ودخلت فيما لاناقة لها فيه ولاجمل ،وقطاع الطرق هم أولئك الذين استوردهم قائدكم ليقتلوا شعبه بأبشع أنواع القتل ويعيثوا في ممتلكاته ويعبثوا بها.
ولد ابه،لايحق لك أن تتكلم عن النخبة السياسية وأنت من خرجت وتخرج دفاعا عن نظام يتفنن في قتل أبناءه ويحاول البقاء بأي ثمن وهذا ماعبرت عنه في مقالك حينما اخترت عنوانه"احتراق العالم وبقاء القذافي"..............طب نفسا يا هذا أن العالم لن يحترق منه إلا الذين احترقوا بأقلامهم المأجورة التي لاتغني عن قائدهم شيئا.
والغريب أنك وصلت يا" ولد اب" درجة من الإحتراق وصفت فيها رئيس حزب تواصل بل وكل الحزب بضعف الذاكرة لأنهم أصدروا بيانا يدين تلك المجازر والحرائق التي يقوم بها قائدك القريب الاحتراق مثلك.
نعم ليكن في علمك أن حزب تواصل بل وكل الأحزاب التي تعبر عن مجتمعها وعن قيمه الإسلامية التي تحرم القتل والاعتداء على الأبرياء وأعراضهم، لن تكون مثلك وتفضل احتراق العالم وبقاء القذافي بل العكس احتراقك أنت والقذافي وأحزاب البيعة من باب ارتكاب اخف الضررين .
أما قولك بإمامة القذافي فهي إمامة مغتصبة واذا سالت أكثر من يصلي خلفه فسيجيبك........وعليك أن تسال عن حكم من أمَّ الناس وهم يكرهون إمامته.......!
أما دفاعه عن العرب والمسلمين فلا أعلم منه إلا اقتراحه الذكي بأن يستبدل اسم فلسطين لتصبح دولة اسراطين....... !

وقولك انت على لسان حاله(على هؤلاء الناعقين بما لايفقهون أن يعلموا أننا مع دمار العالم بمن فيه في سبيل القائد، وليحترق البشر والحجر، ويبقى القذافي أمينا على الأمة الإسلامية والعربية، إماما للمسلمين، وكعبة للمحرومين..)
اظن أن مقولتك هذه تكفي للتدليل على حرصك وقائدك على سلامة المسلمين وأرواحهم............ !
أما فتوى الشيخ القرضاوي التي انتظرت ويبدو أنك يتملك منها خوف شديد عليك وعلى قائدك،فهي فتوى لن تنفعك وقائدك لأنها قطعا ستكون محرمة لقتل المسلمين بناء على أصول الشريعة الإسلامية التي حرمت قتل الناس....الذي تبيحه أنت وقائدك من أجل بقائه.....ولكن هيهات فبيعتك للقائد انتهت صلاحيتها فلتبحث لك عن قائد آخر بعد احتراقك وعجزك وقائدك عن إحراق العالم.

الأحد، فبراير 13، 2011

دروس من أرض الكنانة.....

دروس من أرض الكنانة.....
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأماماينفع الناس فيمكث الأرض...) صدق الله العظيم,
لقد عانى الشعب المصري العظيم طيلة ثلاثين سنة من الظلم والقهر والاضطهاد والزج بأشراف الناس في غياهب السجون دون مراعاة للأخلاق الإسلامية ولاالقيم الإنسانية التي يجب أن يكون الكل متمسكابها .
- سقط مبارك....لابل سقط الشخص الذي لم يكن مباركا على الشعب المصري ولاعلى الشعوب العربية والإسلامية التي تعول على مصر كثيرا في قضاياها القومية الملحة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أسقطها مبارك وزبانيته في وحل المفاوضات وباعوها بثمن بخس في سوق العمالة .
- سقط مبارك وبسقوطه ستنهض القضية الفلسطينية وشينكشف المستور ويعلم المفاوضون أي منقلب ينقلبون،ولعل البداية في إعادة كشف المستور بدأت وبدأت بعض القيادات الفلسطينية في الاستقالة من مهمة لم يكلفها الشعب أصلا بها
-سقط مبارك وبسقوطه المدوي ستفتح المعابر ويتنفس أهلنا في غزة عبير الحرية بعد أن تضرروا من نظام كان يتاجر بهم وكان أشد بأسا عليهم من عدوهم إسرائيل.
-هنيئا للشعب المصري العظيم الذي ضرب نموذجا في الإصرار والتحدي والثبات حتى قدم للجميع درسا بل دروسا نجملها في مايلي:
الإرادة الشعبية الصادقة هي التي تحكم
لقد أكدت الثورة المصرية المباركة كسابقتها التونسية أن إرادة الشعوب لاتقهر وأن هناك حدودا لكل شعب يفقد عندها الامل في حكامه ويعتبر أن المناص منهم ورميهم في مزبلة التاريخ هو الخيار الأوحد،ويدفعوا في سبيل ذلك جهدهم وأنفسهم رخيصة من أجل العيش بكرامة وحرية:
لاتسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
نعم لقد شرب المصريون كأس العزة والكرامة ولن يعودوا أبدا ليشربوا من تلك الكؤوس القذرة التي أجبروا على أن يتجرعوها بمضض طوال السنوات الماضية.
الشعب المصري العظيم لم يحدث ثورة داخل مصر فحسب بل لكل العالم العربي بوصفه جميعا كان حبيسا لتك الثلة الفاسدة التي أدمنت أن تبيع قضايانا القومية،هنيئا لك شعب مصر العظيم................
الشعوب نهضت وأرسلت رسائلها لحكامها أن اصلحوا وبادروا لتصحيح الأخطاء وفهم الواقع وتغليب مصلحة المواطن على المصالح الشخصية واحترام إرادة المواطن وحريته في أن يعيش مرفوع الرأس،ليفكر ويبدع ويتأثر بما حوله ويؤثر.
رسالة الجيش
الرسالة الثانية من الجيش المصري الذي ضرب هو الآخر درسا في الوطنية وحب الشعب وإيثاره على النظام.......لكنني أعتقد أن الجانب المهم من تلك الرسالة يعني الموريتانيين بشكل خاص بوصفهم الشعب الوحيد الذي كان يقدم الدروس تلو الأخرى في الانقلابات العسكرية....حتى أن الجيش المصري لم يجد مايتسمى به لأن قاموس المجالس العسكرية استنفداه نحن !
تدخل الجيش حماية للشعب خلافا لما يحدث عندنا،حينما تمس المصالح الشخصية لبعض الأفراد أوبعض الجماعات فيتدخل العسكر بانقلاب يعطيه اسم ثورة أو تصحيح,,,,,وما يلبث أن يخرج الشعب مناصرا للجيش علي خلاف النموذج المصري الذي وقف فيه الجيش مع الشعب والسلطة شبه عاجزة أمامه لكنه اعتبر_ كمالواقع_ أن أمة تحترم نفسها عليها أن تتجاوز الوسائل البدائية للتغيير....
الثورة المصرية علمتنا أن الجيوش يجب أن تساند الموطنين لا أن ينقلب الجيش ثم يخرج المواطنون عن بكرة أبيهم تأييدا ومساندة للقائد الملهم والمنقذ الأوحد...........فشعب كذلك أعتقد أنه مازال بحاجة للكثير من الوقت ليتشكل وعيه ويدرك أن التغيير والثورات تأتي من القاعدة لامن القمة...



الأربعاء، فبراير 09، 2011

في عصر الثورات،،،،،،،،،،،مقطع لحجار يحلم بالماء فقط ...!

غريب أمرك ياوطني،،،،،،،،،،يثور الناس من أجل الحريات ،،،،،،فلا تثور أنت من أجل الضروريات ،،،،،،،،
يثورون أن دهست عربة مواطنا،،،،،،،فلا تثور حينما تحرم من الماء ،،،،،،، !
يثورون لوضعهم فلا نراك تثور ثائرتك إلا حينما يكون الأمر لايتعلق بك،،،،،،،نعم"من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" لكن من لم يهتم بأمور نفسه ماحكمه،،،،،؟ !
تثور الأحزاب،،،،،،إن قلصت صلاحياتها فتكون أنت المواطن المسكين وقود تلك الثورة ولا تتعظ بها لترجع إلى رشدك وتعرف أن الأحزاب عندنا تهتم بمصالحها أكثر من اهتمامها بالمواطنين وإن تظاهرت بالدفاع عنهم جاء الدفاع في درج القول ،،،،،،،وإن فاوضت كانت هموم المواطنين في مجالس المفاوضات كواو عمرو
يثورون،،،،،،،وأنت لاتجد ماتشرب على الأقل لتستمر معهم في ثورتهم المتواصلة والتي لن تتوقف مازلت أنت موجودا ولامحل لك من الإعراب بل لا تستطيع الإعراب"التغيير"
يثورون،،،،،،،،,أي نخبة هذه وأي أحزاب تلك التي تدعي أنها تمتلك شعبية ،،،،عن أي شعبية تتحدثون،،،،،من منكم زار" آدواب" "والفركان" لا بل حتى من منكم زار المدن الداخلية في غير مناسبة انتخابية والزيارة حينها له ولمنصبه الذي لن يتذكر فيه الضعفاء إلا حينما يقترب الموسم الإنتخابي ،،،،،*
والله لايمتلك الشخص نفسه ولاحق الاختيار في مفرداته حينما يتكلم عن وطنه أوبالأحرى عن مقاطعته وهي تعيش وضعية كارثية لاتستطيع القواميس وصفها
مكطع لجار،،،،،،،كلمة صارت ترتبط في الآونة الأخيرة بالعطش وندرة الماء بل وتلوثه إن وجد منه مايبل الريق
لم يثر أهل مكطع لحجار فعرباتهم مازالت مكانها،،،،،،،نعم عرباتهم،،،،،فالعربات التي تُحدث وتُوقد الثورة عندنا غير التي عند الآخرين فهي تعني بالمقام الأول أن هناك من يتحكم ويتسطيع إيقاف العربات"تطلعات المواطنين" كي لاتتحرك.......
لاأدعوكِ مقاطعتي العزيزة للثورة،،،،،،فوقتها لم يحن بعد لأن حرية التعبير مكفولة للجميع والأحزاب عندنا بعدد رؤوس الأبقار،،
لاتثوري،،،،،،،،،،بل ابتدعي نوعا جديدا من الثورة،أليس الصمت المطبق والصبر الطويل والتحمل الشاق ،،أليس ثورة من نوع آخر،،،،،،،،؟
عزائي فيك مقاطعتي العزيزة أنك لست العطشى وحدك فالوطن كله في نفس حالتك إن لم تكن الحالة أدهى وأمر في بعض مدنه
أبناؤك لم يجدوا متنفسا إلا على صفحات "الفيس بوك"و"المدونات"فنفثوا فيها كلما يختلج داخل صدورهم من تذمر على الوضع الكارثي الذي يهدد أهلهم، عساهم بذاك الدور أن يحركوا القضية أوعلى الأقل ينتزعوها من السياسيين بوصفها تتعلق بحياة بشر لا مجال للمزايدة فيها،فمشكلة المياه ظلت وجبة سياسية دسمة يتناولها كل المترشحين ،ويعِدُ كل من جانبه بحلها وأنها لا تحتاج سوى القليل من التذكير ،فالتمويل جاهز لكن المتابعة الإدارية هي المتبقية ،وحينما ينتهي الموسم السياسي يتيه الكل في تلك المتابعة المزعومة .
تلك مآسي مقاطعة ضربت أروع أنواع الثورات في الصمت من قبل مسؤوليها وإن تحركوا جُعل الأمر في قالب سياسي للاستهلاك فقط،،،،،،،،،،،،،تلك ثورتنا فليرنا الآخرون ثوراتهم،،،،،،؟
كثيرا ماتردد في الآونة الأخيرة سؤال مفاده هل بالإمكان أن تحدث ثورة فى موريتانيا كما في تونس ومصر؟
وأعتقد أن وضع مقاطعتنا كفيل بالإجابة عن السؤال فمن لم يثر من أجل الماء فثورته لسبب آخر تثير الاستغراب،،،،؟
إلا أن يكون السؤال المطروح : هل يمكن لمسؤولينا أن يصنعوا الثروات ،،،،،،،وقد فعلوا.............

الأحد، يناير 30، 2011

رسالة الثوار....من القيروان إلى الكنانة...

من تونس إلي مصر، ولو أن الأخيرة مازالت تتشكل ثورتها لتصل ربما إلى نفس النتائج،فرغم الاختلاف الجغرافي للدولتين وحساسية الثورة الأخيرة باعتبار مآلاتها المتوقعة والتي لن تقف قطعا عند الحدود ،بل سيعبرها دون تأشرة من شرطة المعابر ولااحترام لمواقيت الفتح حسب الضرورات".
ورغم الاختلاف بين الدولتين"تونس"و"مصر" فأعتقد أن العامل المعيشي وهشاشته في الأخيرة لايعتبر العامل الوحيد في إشعال الوضع وتأجيجه،بل إن تدهور الحريات والاستبداد مرشح إلى أن ينقل الشرارة لتستقر في أي بقعة عربية تعيش نفس الوضع أو تقترب منه.
إن الدلالة الحقيقة والتفسير الحق لانتقال الثورة من دولة إلى أخري ،لايقبل إلا تفسيرا واحدا؛أن الشعوب العربية والإسلامية سئمت الأوضاع الراهنة والتي رزحت تحتها عقودا من الزمن ظلت فيه قابعة تحت سلطة لاترقي لمستوى تطلعاتها ولاتتماشي مع مستوى التطور الحاصل في العالم من حولها،مما يؤكد المقولة أن "الحكام ليسوا على مستوى شعوبهم".
وأعتقد أن الأمر مبررا،فبما أننا شهدنا تحولات واسعة في القرن التاسع عشر والثامن عشر على مستوي تشكل الوعي العربي الإسلامي في محاولة لإعادة البناء الداخلي "معرفيا" ومحاولة النهوض عن طريق إدراك "المعارف" السابقة"التراث" وفهمها علي نحو يتماشى مع التطور الزمني الحاصل ،ولم يكن التحول حينها سلسا بل تضافرت عدة عوامل لتصنعه ودفعت الطبقة الثائرة أنذاك"المفكرون" الضريبة غالية اليوم تدفعها الشعوب لتعبر وتؤكد النتيجة الحتمية أن القطاف يكون بعد البذر.
تماما كما اعتبروا في القرون الماضية أن تلك المعارف لم تكن تتماشي مع المتطلبات دون الوقوف عندها وغربلتها ،فاليوم تعتبر الشعوب أن الحكام الذين يحكمون إنطلاقا من تلك" المعارف"،وإن من دون مهارات،لم يعد الزمن مواتيا للاحتفاظ بها بل يجب مجها باعتبارها قطعة حلوى فقدت نكتها إن وجدت أصلا.
إن الشعوب العربية والإسلامية اليوم بلغت درجة من الوعي يصعب معها التحكم فيها وكأنها قطعان ماشية يوفر لها الأكل بالطريقة التي يراها المالك، الأمر ليس كذلك فحجات الشعوب تستجيب تلقائيا وتتماشي مع تطلعها المعرفي وتأثرا بالواقع من حولها.
لقد صنعت الشعوب واقعا يفرض على الحكام أن يقرأوا الرسالة التالية بتمعن واعتبار،وهي:أن الثورة التونسية وإرهاصات المصرية(حتى لانستعجل)تفرض مستوي من الحريات والوضع الاقتصادي يتم على أساسه محاسبة الحكام الباقين باعتبار أن هناك سقفا كل من يقع تحته يعرض نفسه لثورة شعبية تضع حدا لسلطته.

الاثنين، يناير 03، 2011

عن أي تنمية تتحدثون ياسيادة الرئيس؟

كنت أقرأ مقابلة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع صحيفة "لاتريبين"والتي نشرها موقع صحراء ميديا بتاريخ 28دجنمبر 2010،وكنت مهتما بها نتيجة لما حملته من تصريحات مهمة والتي تعتبرنقلة لاباس بها في إدانة الفساد ولو شفهيا،وخصوصا قول الرئيس:( وأضاف:"سأكون سعيدا في ذلك اليوم الذي لايأتي فيه الناس لطلب رخصة صيد لايستحقونها اوحظية ولكن ليطرحوا علي مشاكل متعلقة بنظام مجموعة محلية اومشكلا وطنيا.. أقول لكم إن البلد غني لكن نهبه المنظم أعاق تنميته لذا يجب تقويم كل شيء بمافي ذلك الأشخاص)."
لكنني صدمت ولم أتمالك حينما قال:( وتحدث الرئيس ولد عبد العزيز مطولا حول مشاكل التعليم، مؤكدا أنه إذا صلح التعليم فيصلح كل شيء في موريتانيا، وأضاف أن النظام التربوي لايستجيب لاحتياجات البلد في مجال التنمية... وأنه لمدة خمسين سنة بقينا أساري جدل كبير حول مسألة اللغات، في حين دخل التعليم في إغماء مطلق بقينا دائما في إطار الشعب الأدبية التي لاتصنع التنمية، مشيرا إلى أن 85 % من آلاف الخريجين يحملون شهادات أدبية ولا يستطيعون بالتالي الإنتاج)
أيقظت تلك الكلمات في داخلي شعورا بالظلم والحيف والتقصير اشعر به منذ أن كتب لي أن أكون من تلك الفيئة المغضوب عليها"المتخصصين في الآداب"،لقد بقي المتخصصون في الآداب بشكل عام"التاريخ-القانون-الأدب العربي-الشريعة" لقد بقوا مهمشين طيلة فترات الحكم المتعاقب في موريتانيا والذي لايستقر إلا ليبدأ في التغيير من جديد.
كلمة السيد الرئيس كانت صدمة لكل أولئك الذين نذروا أنفسهم لوطنهم وتطويره وأن يجهدوا أنفسهم للدراسة في الخارج على حسابهم الخاص وإمكاناتهم الضعيفة ليقدموا لبلدهم مايأمل فيهم بعد أن يقدموا أنفسهم في كل بقعة حلوا بها أنهم يمثلون حقا شنقيط :الأدب والفقه،،،،،،،،،،شنقيط التي قال الرئيس إنها خلال الخمسين سنة الماضية لم تستطع التقدم نتيجة للتخصصات الأدبية التي لاتساعد على التنمية.
ماالمتوقع وما المؤمل لأهل الآداب إذا كانت مثل هذه التصريحات تصدر من رئيسهم؟
أين المنح والامتيازات التي كان حريا بسيادته أن يعلنها عامة على كل التخصصات؟
أتفهم تماما أن تكون أولويات الدولة متجهة نحو تخصص بحاجة إليه في وقت ما،لكني لاأستطيع أن أفهم ولاأن أتفهم إلغاء شريحة من أبناء موريتانيا وضربها بعرض الحائط،
سيادة الرئيس:كان حريا بكم أن تقولوا كماهو الواقع إن موريتانيا بحاجة إلى كل أبنائها:الأديب،الطبيب،المهندس،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،صانع الأحذية،كلنا بحاجة للآخر وكلنا يسد نقص الآخر،إلا إذا لم نكن نعترف بنقصنا.
سيادة الرئيس:موريتانيا كماقلت تفخر بكل أبناءها المتخصصين في أي ميدان ،لكنني كذلك قد لاأجانب الصواب حين أقول إن موريتانيا لم تشتهر إلا بالشعراء والعلماء والمكانة الباقية من احترامها وتقديرها في نظر الآخرين راجع إلي مكانة هؤلاء التي رسموا عن وطنهم وعن شعبهم حيثما حلوا وارتحلوا .
سيادة الرئيس:لا احد في هذا الكون يستطيع أن يفهم بأي وجه من الأوجه أن الحاصل علي الباكلوريا في الآداب العصرية في الدورة الثانية لايستحق منحة في جامعة انواكشوط على ضآلة تلك المنحة وأنها لاتسمن ولاتغني من جوع، والحاصل على الباكلوريا في الآداب الأصلية ولو في الدورة الأولي لايستحق المنحة في الجامعة اليتيمة،ماذا حل بهؤلاء كي يستحقوا اللعنة والطرد ؟
صدمة وأي صدمة تلك التي تتلقاها من أي شخص حينما تحدثه بأنك تتخصص في الأدب (في أي مجال منه)وماذلك بغريب لأن هذه النظرة الإزدرائية بالذين يمثلون ذاتهم ومجتمعهم وثقافته الأصيلة كانوا مستهدفين أصلا لتتكون نظرة عند الأجيال اللاحقة بعدم أهمية الأدب والشريعة وهذا يترتب عليه الجهل لاحقا في جيل بأكمله وتنصلهم من ثقافتهم ولغتهم الأصيلة.
سيدي الرئيس: لقد اشتهرت موريتانيا قديما وحديثا بأهل الأدب والشريعة، قبل أن تشتهر بالانقلابات والتي للأسف لاتستطيع أن تستقر وأن تنمو مادامت الكلمة الفصل فيها بالقوة ، والذي يؤسفني كثيرا أنني في بعض المرات كنت عند حلاق في احدي الدول المجاورة فسألني من أكون ؟فقلت له موريتاني، فضحك وقال لي : موريتانيا إذا كان الشخص فيها يريد أن يكون رئيسا فعليه الاستيقاظ باكرا ليعمل انقلابا ويصبح رئيسا،،،،،،،؟ تلك هي عوائق التنمية خلا ل الخمسين سنة الماضية، وإن كان هناك من جرم ارتكبه المتخصصون في الأدب فهو أن بعضهم كان بوقا لكل من يستيقظ باكرا،،،،،،،،،،؟
سيدي الرئيس: إنك مطالب بالاعتذار وإعادة الاعتبار لهذه الفيئة المهمة من أبنائك الذين يدرسون ويتكلفون التكاليف الباهظة علي حسابهم الخاص ،وحينما تجتمع لجنة المنح تمنح منهم واحدا من 300منحة ،أي ظلم هذا وأي ازدراء ؟
أعود لأقول:كل أبناء البلد مهمون وساعدوا ويساعدون إن شاء الله في تنمية بلدهم ،لكني أؤكد أننا صدمنا من تصريحاتك سيدي الرئيس،وأصبحنا لا نتوقع أي معونة من طرف الوزارة الوصية علينا ولاأي منحة لماذا؟ لأنه:
إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص