دروس من أرض الكنانة.....
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأماماينفع الناس فيمكث الأرض...) صدق الله العظيم,
لقد عانى الشعب المصري العظيم طيلة ثلاثين سنة من الظلم والقهر والاضطهاد والزج بأشراف الناس في غياهب السجون دون مراعاة للأخلاق الإسلامية ولاالقيم الإنسانية التي يجب أن يكون الكل متمسكابها .
- سقط مبارك....لابل سقط الشخص الذي لم يكن مباركا على الشعب المصري ولاعلى الشعوب العربية والإسلامية التي تعول على مصر كثيرا في قضاياها القومية الملحة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أسقطها مبارك وزبانيته في وحل المفاوضات وباعوها بثمن بخس في سوق العمالة .
- سقط مبارك وبسقوطه ستنهض القضية الفلسطينية وشينكشف المستور ويعلم المفاوضون أي منقلب ينقلبون،ولعل البداية في إعادة كشف المستور بدأت وبدأت بعض القيادات الفلسطينية في الاستقالة من مهمة لم يكلفها الشعب أصلا بها
-سقط مبارك وبسقوطه المدوي ستفتح المعابر ويتنفس أهلنا في غزة عبير الحرية بعد أن تضرروا من نظام كان يتاجر بهم وكان أشد بأسا عليهم من عدوهم إسرائيل.
-هنيئا للشعب المصري العظيم الذي ضرب نموذجا في الإصرار والتحدي والثبات حتى قدم للجميع درسا بل دروسا نجملها في مايلي:
الإرادة الشعبية الصادقة هي التي تحكم
لقد أكدت الثورة المصرية المباركة كسابقتها التونسية أن إرادة الشعوب لاتقهر وأن هناك حدودا لكل شعب يفقد عندها الامل في حكامه ويعتبر أن المناص منهم ورميهم في مزبلة التاريخ هو الخيار الأوحد،ويدفعوا في سبيل ذلك جهدهم وأنفسهم رخيصة من أجل العيش بكرامة وحرية:
لاتسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
نعم لقد شرب المصريون كأس العزة والكرامة ولن يعودوا أبدا ليشربوا من تلك الكؤوس القذرة التي أجبروا على أن يتجرعوها بمضض طوال السنوات الماضية.
الشعب المصري العظيم لم يحدث ثورة داخل مصر فحسب بل لكل العالم العربي بوصفه جميعا كان حبيسا لتك الثلة الفاسدة التي أدمنت أن تبيع قضايانا القومية،هنيئا لك شعب مصر العظيم................
الشعوب نهضت وأرسلت رسائلها لحكامها أن اصلحوا وبادروا لتصحيح الأخطاء وفهم الواقع وتغليب مصلحة المواطن على المصالح الشخصية واحترام إرادة المواطن وحريته في أن يعيش مرفوع الرأس،ليفكر ويبدع ويتأثر بما حوله ويؤثر.
رسالة الجيش
الرسالة الثانية من الجيش المصري الذي ضرب هو الآخر درسا في الوطنية وحب الشعب وإيثاره على النظام.......لكنني أعتقد أن الجانب المهم من تلك الرسالة يعني الموريتانيين بشكل خاص بوصفهم الشعب الوحيد الذي كان يقدم الدروس تلو الأخرى في الانقلابات العسكرية....حتى أن الجيش المصري لم يجد مايتسمى به لأن قاموس المجالس العسكرية استنفداه نحن !
تدخل الجيش حماية للشعب خلافا لما يحدث عندنا،حينما تمس المصالح الشخصية لبعض الأفراد أوبعض الجماعات فيتدخل العسكر بانقلاب يعطيه اسم ثورة أو تصحيح,,,,,وما يلبث أن يخرج الشعب مناصرا للجيش علي خلاف النموذج المصري الذي وقف فيه الجيش مع الشعب والسلطة شبه عاجزة أمامه لكنه اعتبر_ كمالواقع_ أن أمة تحترم نفسها عليها أن تتجاوز الوسائل البدائية للتغيير....
الثورة المصرية علمتنا أن الجيوش يجب أن تساند الموطنين لا أن ينقلب الجيش ثم يخرج المواطنون عن بكرة أبيهم تأييدا ومساندة للقائد الملهم والمنقذ الأوحد...........فشعب كذلك أعتقد أنه مازال بحاجة للكثير من الوقت ليتشكل وعيه ويدرك أن التغيير والثورات تأتي من القاعدة لامن القمة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق