اهلا بك في وجهة نظر

المتابعون

الأربعاء، يناير 30، 2013

صراع الأجيال في مؤسسات التعليم العالي


قبل أزيد من ثلاثين سنة كتب الكاتب المصري توفيق الحكيم عن "صراع الأجيال" واعتبر أن كل جيل متقدم على الآخر يعتبر أن الجيل الخلف ناقص في كل شيء، في تمسكه بالتقاليد في زيه في نظرته للأشياء من حوله......
يبدو أن أغلب المسؤولين الموريتانيين قرأوا هذه القصة بتمعن، والحمد لله فلأول مرة في هذه الأرض السائبة نسمع عن من يقرأ ويطبق وإن بشكل ساذج وفهم سقيم.
يجتهد كثير من أبناء موريتانيا ويتحملون المخاطر في سبيل البحث عن المعرفة والاستزادة منها، وفي أغلب الأحياء تكون التكاليف على الفرد وليست على الدولة، ثم يفاجأ العائد من رحلة العلم والمعرفة بواقع مر ودولة لاتحترم قراراتها التي تتخذ في كل جلسة من باب أحرى أن تحترم أبناءها.
في هذه الأرض السائبة يصبح كل شي ممكنا، ويمسي مستحيلا.....تستطيع أن تنتقل من بواب إلى مدير، ومن لاشيء إلى وزير ومن مخرب معروف بالنهب إلى محارب للفساد في هذا الوطن ليس المستحيل مستحيلا ولا الممكن ممكنا.
في هذا الوطن كل إدارة وكل مؤسسة تتخذ القرارات فيها بشكل فردي تطغي عليه الذاتية والأنانية ومزاج من يتخذ القرار.
في هذه الأرض السائبة....كل شيء سائب..
يعتصر قلبك ألما أن تري مسؤولا يتحدث في وسيلة إعلام ليقنع المواطنين البسطاء بأنه يريد ويريد ويريد، وهو لايريد إلا أن يتحكم في مايتبع له بشكل ساذج .
لك أن تتصورأن مؤسسات مثل جامعة نواكشوط وجامعة العلوم الإسلامية( المعهد العالي سابقا) لايمكن لشخص أن يلجها والسبب بسيط ، هو أنك لا تحمل شهادة مثل شهادة الشخص المعني باستقبال الملفات.
الكل يعرف أن هناك "لوبيا" يتحكم في هذه المؤسسات وأن هذا اللوبي قرأ قصة توفيق الحكيم بشكل ساذج، فبدل أن يستقبلك أستاذك الذي كان يدرس بحفاوة لأنك استطعت أن تصل هذه المرحلة، فإذا به، وطبعا الأمر لايعم الجميع فهناك الخيرون لكن مبعدون عن القرار، يتلقاك بوجه تقرأ من قسماته أن لا مرحبا بك هنا.
تطير بك الأحلام وتستغرق في مشروع من الطموحات أثناء صراعك من أجل إكمال تعليمك بجهودك الذاتية ، وتعود إلى وطنك لتستفيد وتفيد، فإذا بالأمر على غير مايبدو لك.
صراع الأجيال هذا الذي تحدثنا عنه في بداية المقال يمارس في مؤسسات التعليم العالي بشكل قذر ويوحي بعدم مسؤولية القائمين.
تصوروا أن لجنة يتعلق بها مصير آلاف الأشخاص ويتعلل أهل الجامعة بعدم معادلتها للشهادة تصوروا أنها لم تجتمع منذ عشر سنوات.
معاناة حملة شهادة الماستر وصراعهم من أجل البقاء مشوار أشد عناء من التحصيل العلمي فهي رحلة أقل ما يقال فيها إنها صراع بين أجيال، بعضها تحكم وأصبح بيده القرار ويريد للآخرين أن يبقوا حيث كانوا.

. مقاطعة الصمود.... تأبى للزيارة أن تمر بسلام



تنبيه : المقال منشور أثناء زيارة الرئيس ولد عبد العزيز للمقاطعة ومنشور على السراج
تظاهرة سكانية في مكطع لحجار للمطالبة بالمياه
يبدو أن نظام ولد عبد العزيز مصر على أن يعود بالدولة الموريتانية وراء وأن يختار لتلك العودة فترة من أحلك فترات الأنظمة القمعية..
كثيرا ما يتحدث ولد عبد العزيز عن أن حق التعبير مكفول للجميع وكثيرا ما خالف ولد عبد العزيز تلك الحطابات كعادته في الانقلاب على الشرعية ينقلب على أقواله ولاغرو في ذلك فماء العود من حيث يعصر

الغريب في الأمر أن يقف شباب المقاطعة بطريقة سلمية قل نظيرها في العالم وتواجه تلك الوقفات بحملات أمنية تحمل رسالة واضحة لمن لم يتضح له نهج عزيز فعزيز رخص في التظاهر السلمي لكنه يعني بذلك: نعني بالتظاهر السلمي التظاهر لتأييدنا، أما التظاهر لنيل الحقوق والمطالبة بها فلا سلمية فيه كله فوضى....
والأغرب من هذا وذاك أن تكون هناك جحافل من مسؤولين، إن صح التعبير، تعطي أسماء المشاغبين والمشوشين على زيارة الرئيس ولاشيء يهمهم من أمر هذه المقاطعة التي كافحت سنوات صابرة على عطشها لكنها تأبى أن تشرب من كؤوس الذل والمهانة كما يشرب منها أولئك تأبى أن تكون " ايكيو يبتط أيجحدها".
سينتهي عزيز ويأتي مكانه نظام آخر وتعود لكم نفس الأوجه بعبارات مختلفة فاحذروهم فهم الآن عراة أمامكم في هذه اللحظة الحاسمة من نضالكم: يعطون الأسماء للشرطة، بل يحددون لها أماكن الشباب...
تلك هي المقاطعة قبل ساعة من زيارة الرئيس وستظل على عهدا صابرة مصابرة سائرة على طريق الشموخ والصمود أبية ممانعة لأي نوع من أنواع القمع وتحت أي غطاء .....
فكما كانت من أولى المقاطعات التي أزاحت أركان نظام ولد الطائع فإنها بحول الله ستكون سيد بوزيد موريتانيا...