كنت أقرأ مقابلة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع صحيفة "لاتريبين"والتي نشرها موقع صحراء ميديا بتاريخ 28دجنمبر 2010،وكنت مهتما بها نتيجة لما حملته من تصريحات مهمة والتي تعتبرنقلة لاباس بها في إدانة الفساد ولو شفهيا،وخصوصا قول الرئيس:( وأضاف:"سأكون سعيدا في ذلك اليوم الذي لايأتي فيه الناس لطلب رخصة صيد لايستحقونها اوحظية ولكن ليطرحوا علي مشاكل متعلقة بنظام مجموعة محلية اومشكلا وطنيا.. أقول لكم إن البلد غني لكن نهبه المنظم أعاق تنميته لذا يجب تقويم كل شيء بمافي ذلك الأشخاص)."
لكنني صدمت ولم أتمالك حينما قال:( وتحدث الرئيس ولد عبد العزيز مطولا حول مشاكل التعليم، مؤكدا أنه إذا صلح التعليم فيصلح كل شيء في موريتانيا، وأضاف أن النظام التربوي لايستجيب لاحتياجات البلد في مجال التنمية... وأنه لمدة خمسين سنة بقينا أساري جدل كبير حول مسألة اللغات، في حين دخل التعليم في إغماء مطلق بقينا دائما في إطار الشعب الأدبية التي لاتصنع التنمية، مشيرا إلى أن 85 % من آلاف الخريجين يحملون شهادات أدبية ولا يستطيعون بالتالي الإنتاج)
أيقظت تلك الكلمات في داخلي شعورا بالظلم والحيف والتقصير اشعر به منذ أن كتب لي أن أكون من تلك الفيئة المغضوب عليها"المتخصصين في الآداب"،لقد بقي المتخصصون في الآداب بشكل عام"التاريخ-القانون-الأدب العربي-الشريعة" لقد بقوا مهمشين طيلة فترات الحكم المتعاقب في موريتانيا والذي لايستقر إلا ليبدأ في التغيير من جديد.
كلمة السيد الرئيس كانت صدمة لكل أولئك الذين نذروا أنفسهم لوطنهم وتطويره وأن يجهدوا أنفسهم للدراسة في الخارج على حسابهم الخاص وإمكاناتهم الضعيفة ليقدموا لبلدهم مايأمل فيهم بعد أن يقدموا أنفسهم في كل بقعة حلوا بها أنهم يمثلون حقا شنقيط :الأدب والفقه،،،،،،،،،،شنقيط التي قال الرئيس إنها خلال الخمسين سنة الماضية لم تستطع التقدم نتيجة للتخصصات الأدبية التي لاتساعد على التنمية.
ماالمتوقع وما المؤمل لأهل الآداب إذا كانت مثل هذه التصريحات تصدر من رئيسهم؟
أين المنح والامتيازات التي كان حريا بسيادته أن يعلنها عامة على كل التخصصات؟
أتفهم تماما أن تكون أولويات الدولة متجهة نحو تخصص بحاجة إليه في وقت ما،لكني لاأستطيع أن أفهم ولاأن أتفهم إلغاء شريحة من أبناء موريتانيا وضربها بعرض الحائط،
سيادة الرئيس:كان حريا بكم أن تقولوا كماهو الواقع إن موريتانيا بحاجة إلى كل أبنائها:الأديب،الطبيب،المهندس،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،صانع الأحذية،كلنا بحاجة للآخر وكلنا يسد نقص الآخر،إلا إذا لم نكن نعترف بنقصنا.
سيادة الرئيس:موريتانيا كماقلت تفخر بكل أبناءها المتخصصين في أي ميدان ،لكنني كذلك قد لاأجانب الصواب حين أقول إن موريتانيا لم تشتهر إلا بالشعراء والعلماء والمكانة الباقية من احترامها وتقديرها في نظر الآخرين راجع إلي مكانة هؤلاء التي رسموا عن وطنهم وعن شعبهم حيثما حلوا وارتحلوا .
سيادة الرئيس:لا احد في هذا الكون يستطيع أن يفهم بأي وجه من الأوجه أن الحاصل علي الباكلوريا في الآداب العصرية في الدورة الثانية لايستحق منحة في جامعة انواكشوط على ضآلة تلك المنحة وأنها لاتسمن ولاتغني من جوع، والحاصل على الباكلوريا في الآداب الأصلية ولو في الدورة الأولي لايستحق المنحة في الجامعة اليتيمة،ماذا حل بهؤلاء كي يستحقوا اللعنة والطرد ؟
صدمة وأي صدمة تلك التي تتلقاها من أي شخص حينما تحدثه بأنك تتخصص في الأدب (في أي مجال منه)وماذلك بغريب لأن هذه النظرة الإزدرائية بالذين يمثلون ذاتهم ومجتمعهم وثقافته الأصيلة كانوا مستهدفين أصلا لتتكون نظرة عند الأجيال اللاحقة بعدم أهمية الأدب والشريعة وهذا يترتب عليه الجهل لاحقا في جيل بأكمله وتنصلهم من ثقافتهم ولغتهم الأصيلة.
سيدي الرئيس: لقد اشتهرت موريتانيا قديما وحديثا بأهل الأدب والشريعة، قبل أن تشتهر بالانقلابات والتي للأسف لاتستطيع أن تستقر وأن تنمو مادامت الكلمة الفصل فيها بالقوة ، والذي يؤسفني كثيرا أنني في بعض المرات كنت عند حلاق في احدي الدول المجاورة فسألني من أكون ؟فقلت له موريتاني، فضحك وقال لي : موريتانيا إذا كان الشخص فيها يريد أن يكون رئيسا فعليه الاستيقاظ باكرا ليعمل انقلابا ويصبح رئيسا،،،،،،،؟ تلك هي عوائق التنمية خلا ل الخمسين سنة الماضية، وإن كان هناك من جرم ارتكبه المتخصصون في الأدب فهو أن بعضهم كان بوقا لكل من يستيقظ باكرا،،،،،،،،،،؟
سيدي الرئيس: إنك مطالب بالاعتذار وإعادة الاعتبار لهذه الفيئة المهمة من أبنائك الذين يدرسون ويتكلفون التكاليف الباهظة علي حسابهم الخاص ،وحينما تجتمع لجنة المنح تمنح منهم واحدا من 300منحة ،أي ظلم هذا وأي ازدراء ؟
أعود لأقول:كل أبناء البلد مهمون وساعدوا ويساعدون إن شاء الله في تنمية بلدهم ،لكني أؤكد أننا صدمنا من تصريحاتك سيدي الرئيس،وأصبحنا لا نتوقع أي معونة من طرف الوزارة الوصية علينا ولاأي منحة لماذا؟ لأنه:
إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق