صلة الأرحام في شهر الصيام
دعت آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة الرحم ، ورغبت فيها أعظم الترغيب، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده علي التواصل فيما بينهم يكون حصينا منيعا وذلك لأنه أصبح بناء اجتماعي متين يقوم علي الرحمة والمودة، فقد عظم الله سبحانه وتعالي منزلة صلة الرحم فقرنها بالتقوى في القرآن الكريم فقال جل من قائل: ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)، وفي الحديث الشريف عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :(من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) رواه البخاري ومسلم ،فكل إنسان يحب السعة في الرزق وطول العمر لأن حب التملك والبقاء غريزتان من الغرائز الثابتة في الإنسان.
فهكذا نجد مكانة صلة الرحم في الدنيا والآخرة عظيمة، فعن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:( أفشوا السلام اطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.
والرحم المقصودة بمعني القرابة لذلك نجد تعريفها اللغوي عند الراغب الأصفهاني بأنها: (الرحم رحم المرأة ....ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة).
إن المجتمع المسلم الذي وصفه النبي صلي عليه وسلم بالبنيان المرصوص ينبغي أن يبقي محافظا علي ذلك في كل زمان ومكان وتحت كل الظروف، لأن التهرب من الرحم أو الإساءة إليه صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل، قال جل من قائل: ( والذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)، وقاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة فعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) .رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
ونحن الآن في هذا الشهر العظيم بحاجة إلي أن نجد ونجتهد في تحصيل الأجر ونعود إلي الله تبارك وتعالي ونكثف الزيارة بيننا ولا شك أن الأمر أصبح سهلا مع تطور وسائل الاتصال فتستطيع الآن أن تصل رحمك في الهاتف إذا كنت لا تستطيع السفر أو كان رحمك بعيدا منك، ولا ننسي أن صلة الرحم لا تكمن في تبادل الزيارات وحدها فعلي الذين أنعم الله عليهم بالرزق أن يصلوا أرحامهم بالمال إن كانوا فقراء ولو كانت زكاة يخرجونها ولهم رحم فقير فيخرجوها عليهم ويحصل لهم بإذن الله أنهم أخرجوا الزكاة ووصلوا الرحم.
محمد الحسن ولد محمد أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق